إدارة الشئون الفنية
كونوا عباد الله إخوانا

كونوا عباد الله إخوانا

06 يونيو 2025

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 10 من ذي الحجة 1446 هـ - الموافق 6 / 6 / 2025م

كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102]، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1].

أَمَّا بَعْدُ:

فَاعْتَصِمُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا.

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْمَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْآدَابِ الْمَرْعِيَّةِ الَّتِي حَرِصَتْ عَلَيْهَا الْمِلَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ: تَوَادَّ الْمُسْلِمِينَ وَتَآلُفَ قُلُوبِهِمْ، وَنَشْرَ الرَّحْمَةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَهُمْ، وَأَنْ يَكُونُوا فِي دِينِ اللهِ إِخْوَانًا، فَشَرَعَ الشَّارِعُ الْحَكِيمُ: إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَالْفَرَحَ بِالْأَعْيَادِ وَالْمُنَاسَبَاتِ، وَأَمَرَ بِالزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ، وَحَثَّ عَلَى تَفْرِيجِ الْكُرُبَاتِ وَإِعَانَةِ ذَوِي الْحَاجَاتِ، وَرَتَّبَ الْأُجُورَ عَلَى إِدْخَالِ السُّرُورِ فِي قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.

وَقَدْ جَاءَتِ الْأَوَامِرُ الشَّرْعِيَّةُ، وَالنُّصُوصُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُتَضَافِرَةً مُتَنَوِّعَةً لِلْعِنَايَةِ بِهَذَا الْأَصْلِ الْأَصِيلِ، أَلَا وَهُوَ رِعَايَةُ الْأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَقْوِيَتُهَا؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ   ([الحجرات:10]، وَقَالَ تَعَالَى: ) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا  ( [آل عمران:103].

وَلِأَجْلِ تَقْوِيَةِ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ؛ حَرَصَتِ الشَّرِيعَةُ عَلَى أَعْلَى أَنْوَاعِ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْخَلْقِ، عَلَاقَةِ الْإِنْسَانِ بِوَالِدَيْهِ، حَتَّى قَرَنَ اللهُ تَعَالَى حَقَّهُمَا بِحَقِّهِ الْعَظِيمِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ) أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ( [لقمان:14]، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَجَعَلَ رِضَا اللهِ تَعَالَى مَشْرُوطًا بِرِضَاهُمَا، فَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

كَمَا اعْتَنَتِ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ بِالْأَرْحَامِ وَحَثَّتْ عَلَى صِلَتِهَا، وَرَتَّبَتِ الْفَضَائِلَ وَالْأُجُورَ عَلَيْهَا؛
فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَحَرَّمَتِ الشَّرِيعَةُ قَطْعَ الْأَرْحَامِ وَتَوَعَّدَتْ صَاحِبَهَا بِالْعُقُوبَةِ وَالطَّرْدِ مِنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ   ( [محمد:22-23]، وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ: مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ].

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:

إِنَّ الشَّرِيعَةَ الْإِسْلَامِيَّةَ أَوْلَتْ عَلَاقَةَ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ عِنَايَةً كُبْرَى وَاهْتِمَامًا بَالِغًا، وَلِذَلِكَ حَثَّتْ حَثًَّا مُتَوَاتِرًا عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ مَعَ النَّاسِ، وَجَعَلَتْ مَقَامَهُ فِي أَعْلَى الْمَقَامَاتِ، وَصَاحِبَهُ فِي أَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، بَلْ إِنَّ حَسَنَ الْخُلُقِ مَعَ النَّاسِ مَوْعُودٌ بِالْجِنَانِ عِنْدَ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ]، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْمُسْلِمُ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ، إِذَا كَفَّ عَنِ النَّاسِ الْأَذَى، وَبَذَلَ لَهُمُ النَّدَى، وَكَانَ مُتَبَسِّمًا رَفيقًا، حَلِيمًا شَفِيقًا، لَا يَسُبُّ وَلَا يَلْعَنُ، وَلَا يَغْتَابُ وَلَا يَطْعَنُ، صَدُوقَ اللِّسَانِ قَلِيلَ الْكَلَامِ، يَغْفِرُ الزَّلَلَ وَيَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَ، سَلِيمَ الصَّدْرِ مِنَ الْغِلِّ وَالْحَسَدِ وَالْبَغْيِ وَالْحِقْدِ، وَقَدْ وَصَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ -رَحِمَهُ اللهُ- حُسْنَ الْخُلُقِ فَقَالَ: (هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ، وَكَفُّ الْأَذَى)، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَكَمَا حَثَّتِ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ عَلَى كُلِّ مَا يُقَوِّي الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَيُؤَكِّدُ الْأُخُوَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ بَيْنَهُمْ، فَقَدْ نَهَتْ عَنْ كُلِّ مَا يُمَزِّقُ أَوَاصِرَهَا وَيُفَرِّقُهَا وَيَهْدِمُ بِنَاءَهَا، فَنَهَتْ عَنِ اللَّمْزِ وَالْهَمْزِ، وَعَنِ الطَّعْنِ وَالْفُحْشِ فِي الْقَوْلِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ) وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ( [الحجرات:11]، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ]، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللهِ كُلُّ طَعَّانٍ لَعَّانٍ».

عِبَادَ اللهِ:

اعْمَلُوا بِوَصِيَّةِ نَبِيِّكُمُ الْكَرِيمِ وَتَمَسَّكُوا بِهَا، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ».

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الْأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الْآلِ وَالصَّحْبِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَوُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، بِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالْعَدْلِ وَالْإِيمَانِ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني