خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 6 من المحرم 1446 هـ - الموافق 12 / 7 / 2024م
شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران 102]. أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ فِي تَصْرِيفِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ وَتَغَيُّرِ الْأَعْوَامِ وَالدُّهُورِ لَآيَةً وَعِبْرَةً، فَالدُّنْيَا لَيْسَتْ دَارَ قَرَارٍ وَدَوَامٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مَرْحَلَةُ عُبُورٍ وَزَوَالٍ. تَتَجَدَّدُ الْأَعْوَامُ، وَتَرْتَحِلُ الْأَيَّامُ، سَرِيعًا سَرِيعًا كَلَمْحِ الْبَصَرِ، وَهَكَذَا الْإِنْسَانُ، يُؤَمِّلُ بِطُولِ الْحَيَاةِ، وَيَتَطَلَّعُ إِلَى عُمْرٍ مَدِيدٍ، فَإِذَا بِحَبْلِ الْأَمَانِيِّ قَدِ انْصَرَمَ، وَإِذَا بِالْمَوْتِ عَلَيْهِ قَدْ هَجَمَ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
إِنَّ عُمْرَ الْإِنْسَانِ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مَا اجْتَهَدَ فِيهِ بِالطَّاعَاتِ، وَأَقْبَلَ بِقَلْبِهِ إِلَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، وَكَانَتْ هِمَّتُهُ الْمُسَابَقَةَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، فَهُوَ يَرْتَقِي فِي سُلَّمِ الصَّالِحِينَ، وَيَسْلُكُ سَبِيلَ الْمُتَّقِينَ، إِنْ دُعِيَ إِلَى الطَّاعَةِ أَجَابَ، وَإِنْ نُودِيَ إِلَى الْفَلَاحِ أَقْبَلَ وَأَنَابَ؛ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ : (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولَ الْبَقَاءِ فِيهَا لِجَرْيِ الْأَنْهَارِ، وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَكِنْ لِظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ، وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حَلَقِ الذِّكْرِ).
عِبَادَ اللهِ:
هَا نَحْنُ قَدْ وَدَّعْنَا عَامًا مَاضِيًا شَهِيدًا، وَنَسْتَقْبِلُ عَامًا مُقْبِلًا جَدِيدًا، فَلَيْتَ شِعْرِي مَاذَا رُفِعَ لَنَا مِنْ عَمَلٍ؟ وَمَاذَا سَيُقْسَمُ لَنَا مِنْ رِزْقٍ وَأَجَلٍ؟ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (ابْنَ آدَمَ، طَأِ الْأَرْضَ بِقَدَمِكَ؛ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ تَكُونُ قَبْرَكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ؛ فَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ).
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ:
شَهْرُكُمْ هَذَا شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ الْحُرُمِ؛ قَالَ تَعَالَى: ]إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ[ [التوبة:36] وَسُمِّيَتْ بِالْحُرُمِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ فِيهَا الْقِتَالَ، قَالَ الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَفْسِيرِهِ: (خَصَّ اللَّهُ -تَعَالَى- الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ بِالذِّكْرِ وَنَهَى عَنِ الظُّلْمِ فِيهَا؛ تَشْرِيفًا لَهَا، وَإِنْ كَانَ مَنْهِيًّا عَنْهُ فِي كُلِّ الزَّمَانِ، وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، أَيْ: لَا تَظْلِمُوا فِي الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الْحُرُمِ أَنْفُسَكُمْ).
وَشَهْرُكُمْ هَذَا شَهْرٌ فَاضِلٌ، قَدْ عَظَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَضَافَهُ لِنَفْسِهِ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا؛ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: (سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرَ الْمُحَرَّمِ شَهْرَ اللَّهِ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى اللَّهِ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِهِ وَفَضْلِهِ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يُضِيفُ إِلَيْهِ إِلَّا خَوَاصَّ مَخْلُوقَاتِهِ)، وَمِمَّا يُبَيِّنُ فَضْلَهُ وَمَنْزِلَتَهُ: أَنَّ صِيَامَهُ يَلِي صَوْمَ رَمَضَانَ فِي الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: (كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرَ الْأَخِيرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ مُحَرَّمٍ).
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَيَّامِ الَّتِي جَاءَ الْحَثُّ عَلَى صِيَامِهَا: يَوْمَ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ؛ فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا، وَهُوَ يَوْمٌ نَصَرَ اللَّهْ رَسُولَهُ الْكَلِيمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْمَهُ، عَلَى الطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ وَجُنْدِهِ، فَهُوَ يَوْمُ نَصْرٍ وَتَمْكِينٍ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
بَلْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّونَ أَبْنَاءَهُمْ عَلَى صِيَامِهِ وَهُمْ صِغَارٌ، فَعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ -أَيْ: مِنَ الصُّوفِ-، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ، وَعَصَمَةُ وَآوَاهُ.
عِبَادَ اللهِ:
لِصِيَام يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَرْتَبَتَانِ: أَفْضَلُهُمَا: صِيَامُ الْيَوْمِ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ؛ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ] يَعْنِي: مَعَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.
وَالْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: صِيَامُ عَاشُورَاءَ فَقَطْ، فَإِنَّهُ جَائِزٌ، وَلَا يُكْرَهُ إِفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ.
وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي السَّفَرِ، مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَالزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: (رَمَضَانُ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَاشُورَاءُ يَفُوتُ).
شَهْرُ الْحَرَامِ مُبَارَكٌ مَيْمُونُ وَالصَّوْمُ فِيهِ مُضَاعَفٌ مَسْنُونُ
وَثَوَابُ صَائِمِهِ لِوَجْهِ إِلَهِـهِ فِي الْخُلْدِ عِنْدَ مَلِيْكِهِ مَخْــزُونُ
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (فَمَنْ صَامَ ذَا الْحِجَّةِ سِوَى الْأَيَّامِ الْمُحَرَّمِ صِيَامُهَا مِنْهُ، وَصَامَ الْمُحَرَّمَ، فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ بِالطَّاعَةِ وَافْتَتَحَهَا بِالطَّاعَةِ، فَيُرْجَى أَنْ تُكْتَبَ لَهُ سَنَتُهُ كُلُّهَا طَاعَةً؛ فَإِنَّ مَنْ كَانَ أَوَّلُ عَمَلِهِ طَاعَةً وَآخِرُهُ طَاعَةً، فَهُوَ فِي حُكْمِ مَنِ اسْتَغْرَقَ بِالطَّاعَةِ مَا بَيْنَ الْعَمَلَيْنِ).
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ فِي نِهَايَةِ الْعَامِ لِتَعْرِفُوا رَصِيدَكُمْ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا).
فَالْمُحَاسَبَةُ تَكْشِفُ عَنْ خَبَايَا النَّفْسِ، وَتُظْهِرُ عُيُوبَهَا، فَيَسْهُلُ عَلَيْكَ عِلَاجُهَا وَإِكْمَالُ نَقْصِهَا؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ لِنَفْسِهِ: أَلَسْتِ صَاحِبَةَ كَذَا؟! أَلَسْتِ صَاحِبَةَ كَذَا؟! ثُمَّ ذَمَّهَا، ثُمَّ خَطَمَهَا، ثُمَّ أَلْجَمَهَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ لَهَا قَائِدًا).
هَا هُوَ الْعَامُ الْجَدِيدُ قَدْ أَقْبَلَ، فَاسْتَثْمِرُوا أَيَّامَهُ، وَاغْتَنِمُوا لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَتَزَوَّدُوا؛ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ[ [الحشر:18-20].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْمَحْشَرِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَلْهِمْنَا شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَدَوَامَ عَافِيَتِكَ، وَجَنِّبْنَا فُجَاءَةَ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعَ سَخَطِكَ، وَبَارِكِ اللَّهُمَّ لَنَا فِي أَوْقَاتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَأَوْلَادِنَا وَأَزْوَاجِنَا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمَا فِي رِضَاكَ، وَأَلْبِسْهُمَا ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْإِيمَانِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة